لم يسير الشعراء القدماء على وتيرة واحدة عند الخوض في ميدان الشعر، فكان لكل مجموعة من الشعراء أفكار ومميزات مغايرة لمجموعة أخرى، وهذا أحد الأسباب التي أدت إلى ظهور المدارس الأدبية، فلقد تعدد المدارس الأدبية وتنوع شعرائها، وتعددت خصائها، أما في هذا الموضوع فسنسلط الضوء على إحدى هذه المدارس الأدبية والتي كان لها تأثير كبير في العديد من الجماهير وهي مدرسة المهجر.
مدرسة المهجر
بعد هجرة الكثير من الشعراء من بلادهم الأم إلى بلاد أخرى، ومنها أسبب قسرية ومنها اختيارية، لم تكن الغربة قاتلة لما يحملوه في صدورهم من حنين إلى بلادهم، ولذا قاموا مجموعة من الشعراء المهجرين بتأسيس هذه المدرسة غير أنهم انقسموا إلى قسمين وهما:
- العصبة الأندلسية والتي تم تأسيسها في البرازيل عام 1932 على يد ميشيل معروف وعرفت بالمهجر الجنوبي، وكان من أهم خصائصها أنها ترددت بين المحافظة والتجديد، وكذلك الاهتمام بقواعد اللغة العربية والعروض والبلاغة، أما عن أشهر أعلامها فرشيد الخوري وإلياس فرحات.
- الرابطة القلمية: تأسست برئاسة خليل جبران في عام 1920 في البرازيل، وأطلق عليها المهجر الشمالي، أما عن أبرز خصائصها فهيالميل إلى النظر للأشياء نظرة عاطفية رومانسية، ونوعوا أعمالهم بين الشعر والنثر، وتحققت الوحدة الموضوعية والعضوية في موضوعاتهم، ويعد ميخائل نعيمة وإيليا أبو ماضي من أبرز أعلامها.
الخصائص الموضوعية لأدب المهجر
تميز الأدب المهجري بعدد من الخصائص منها:
- النزعة الإنسانية: حيث رغبوا بالخير للجميع وأحبوا الوجود، وكرهوا الظلم وثاروا عليه، وتمنوا نشر القيم السامية والمثل العليا في كافة أرجاء البلاد.
- الميل إلى تحليل النفسالإنسانية: من خلال التعرف على مكنوناتها وخباياها وأسرارها، ومحاولة رسم القيم والمبادئ العليا من خلالها.
- الولع بالطبيعية: حيث وجد شعراءالمهجر التغني بجمال وحب الطبيعة ملجأ للتفريغ عما يخبو في صدورهم من وجع الغربة.
- الحنين إلى الوطن: فالبرغم من البعد عن أوطانهم إلا أن الحنين إليها كان يلاحقهم في كل خطوة يخطوها وكان ذلك ظاهرا بوضوح في أشعارهم التي تغنت بحب الأوطان وتمنى العودة إليها.
نسعد بإستقبال إقتراحاتكم وإضافة خبراتكم